عصفت رياح الشوق باللب فجف ربيعي الناضرِ
وغدت تباريح الجوى... جمرات تكوي خاطري
واستيقظت أوجاعي مع بروق شتائـي الماطــرِ
وآهاتي من حولي تصفق على أكف الليل العابرِ
فبت على قارعة الليل.. اشكـــوه حظـي العاثــرِ
والعمر اشلاءٌ ... تناثرت على أطراف الحاضرِ
فكيف سأسكت هموم قلبي في الليــــل السامرِ؟
كم تمنيت فجرا ضحوكــا... يُشعـــل منابـــري
أو عمرا جميـــــــــــــلا ... يُبهــج خاطـــري
فأغني أغاني الحب لليّل ... للــــربيع الزاهـرِ
أسافر مع الشمس، أحلّق فـوق الغيم الماطــرِ
فإذا القـلب شبابـا يمـــوج بـالربيـع الأخضــرِ
ولكن! مـا تمنيت غـدا من نثــر خواطــــري
وليس لـي منه ســوى رجع صداي الحائـــرِ
كلما أطل من خلف الظلام وميض فجر ظاهرِ
وتقيأت ظــلال الحب علّهــا تهون مخاطـري
وبدا العمر خيط نور تسلل من شفق مهاجــرِ
وتناسيت عبـث الزمـــــان بجرحــي الغائــــرِ
وأخفيت نيران روحــي خلف دمعـــي الحائـرِ
شفني الوجد..... وأشعل الشـــــوق قيـا ثري
وتهت كأوراق الخريف بين أمسي وحاضري
ثار موج من الدمـــع في مقلتــيّ قويّــا قاهـرِ
وفاض مني الحنين.... يفضح ســرّي الغائِـرِ
وإذا الحزن على مُحيّايَ بين خــافٍ وظاهــرِ
أنام بين صُمّ الكــلام ودمــع العيــن الهـــادرِ
فالليل طائـر اسود الجناح يــــال ذاك الطائرِ!
أطفــــأ الروح منّي.. وقصّ مني ضفائـــري
وبات كل شي من حولي صريع مُعنّىً حائــرِ
وهمومي تُحيطني بأسوار.. كأسوار المقابـرِ
وزهرات عمري غدت خليطا من شوك غادرِ.
لِما رقص الحزن طروبا على جرحي الغائِـرِ؟!
وقصوري غدت مهجورة الأحياء...كالمقابـرِ
ولم تبقى لـيَ الأيام سـوى بقايـا ليــل عابــرِ
فيا ليت شعري .....ما فعل القدر بالساهـــرِ!!!
فما حياتي إلا قصة .... فـي خيـال الشاعــرِ
فكيف سأصارع أيامي وأهوال دهري الجائرِ؟
من أجل ماذا سأحيا في ظــلّ حظّـي الغـــادرِ؟
لم أعُد أستطيب العيش في ظـلال قلبي الثائرِ
فتبعثري كأوراق الخــريف يا كــل مشاعـري
وانثري غيمات شتائي أحزان عمري الحاضِرِ
واسدِلي أشرعتي فوق أمواج بحري الهـادرِ
واكتبي قصة عمري ... فوق النجم الساهــرِ
واهدري ذكرياتي على رصيف العمر الحائـرِ
فلقد جف صبري ولم أعد ذاك القويّ الصابرِ
فهل ستنصف الأقـدار ذاك المُعنّى الثـائــــــِر؟
أم أنهمُ الأترابُ من سيوقف النـزف الهـــادرِ!
لا ! فمن رقص على جرحي لن يكون النّاصرِ
ولن يكشف الضُّر عن قلبي سوى الهي القادرِ
فلــهُ وجّهت أمـــري... أشكـوهُ حظّـي العاثِــرِ.